نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 475
اشارة الى ما في يد القائل من النقد إِلَى الْمَدِينَةِ وهي طرسوس التي فروا منها من دقيانوس فَلْيَنْظُرْ الذاهب المرسل منا وليتأمل أَيُّها اى اى طبيخة طباخ أَزْكى أنظف وألذ طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ حتى نطعم ونحن جيعان وَلْيَتَلَطَّفْ الذاهب مع اهل السوق وليجامل معهم في المعاملة وَليخرج منها سريعا حتى لا يُشْعِرَنَّ ولا يطلعن القاصد بِكُمْ اى بحالكم ومكانكم أَحَداً من اهل البلد
إِنَّهُمْ بعد اطلاعهم وشعورهم إِنْ يَظْهَرُوا ويغلبوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ويقتلوكم بضرب الأحجار البتة أَوْ يُعِيدُوكُمْ ويرجعوكم مرتدين فِي مِلَّتِهِمْ التي قد كنتم عليها قبل انكشافكم بالتوحيد وَلَنْ تُفْلِحُوا ولن تفوزوا بالفلاح والصلاح إِذاً اى حين عودكم وارتدادكم إليها أَبَداً اى لا يرجى فلاحكم بعد ارتدادكم أصلا ثم لما أرسلوا واحدا منهم الى البلدة فدخل على السوق ودار حول الطباخين واختار طبيخة زكية واخرج الدرهم ليشتري الطعام وكان عليه اسم دقيانوس فاتهموه بانه وجد كنزا فذهبوا به الى الملك وكان الملك نصرانيا موحدا فقص عليه القصة عن آخرها فقال بعض الحضار ان أبانا قد أخبرونا ان فتية قد فروا بدينهم من دقيانوس فلعلهم هؤلاء فانطلق الملك وجميع اهل المدينة مؤمنهم وكافرهم فابصروهم وكلموا معهم ثم قالت الفتية للملك نستودعك الله ونعيذك من شر الجن والانس ثم رجعوا الى مضاجعهم وباتوا فماتوا فدفنهم الملك وبنى عليهم مسجدا
وَكما أنمناهم نوما طويلا شبيها بالموت ورحمناهم حيث نقلبهم من جانب الى جانب وحفظناهم من حر الشمس وانواع المؤذيات وبعثناهم من نومهم بعث الموتى للحشر ليزدادوا ثقة وبصيرة على الله كَذلِكَ أَعْثَرْنا واطلعنا عَلَيْهِمْ وعلى من شاهد حالهم وسمع قصتهم من المؤمنين لِيَعْلَمُوا ويتيقنوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ القادر المقتدر بالقدرة التامة الكاملة لكل ما أراد وشاء حَقٌّ ثابت لائق له ان ينجزه بلا خلفه وَيتيقنوا خصوصا أَنَّ السَّاعَةَ اى الموعودة التي قد وعدها الحق بألسنة جميع الأنبياء ورسله آتية لا رَيْبَ فِيها وارتفع نزاع الناس فيها ببعثة هؤلاء الفتية بعد ثلاثمائة وتسع سنين اذكر يا أكمل الرسل وقت إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ المتعلق بدينهم في الحشر والمعاد الجسماني إذ القادر على حفظهم ورعايتهم في المدة المذكورة وبعثهم بعدها قادر على احياء جميع الموتى من قبورهم واعادة الروح الى أجسامهم إذ أمثال هذا أسهل يسير في جنب قدرة الله وارادته وبعد ما بعثناهم من مراقدهم واطلعنا الناس عليهم فمضوا وتكلموا معهم وحكوا ما حكوا واخبر القوم لهم بمدة رقودهم واستودعوا مع القوم ورجعوا نحو المراقد وباتوا فماتوا وانقرضوا فاختلف الناس في أمرهم وشأنهم فقال المسلمون هم منا لأنهم موحدون وقال الكافرون لا بل هم منا إذ هم أولاد الكفار وبالجملة فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً قال المسلمون نحن نبنى عليهم مسجدا وقال الكافرون نحن نبنى عليهم كنيسة وكلا الفريقين ليسوا عالمين لا بكفرهم ولا بايمانهم بل رَبُّهُمْ الذي رباهم بأنواع التربية ورحمهم بأنواع الرحمة أَعْلَمُ بِهِمْ وبحالهم فأمرهم موكول الى الله مفوض اليه سبحانه ثم لما تمادى النزاع بينهم وتطاول جدالهم قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ بالقوة والحجة وهم الموحدون المسلمون لَنَتَّخِذَنَّ ولنبنين عَلَيْهِمْ مَسْجِداً نتوجه فيه لله ونتبرك بهم ونجعله محل الحاجات وقضاء المناجاة فاتخذوا مسجدا وجعلوه مرجعا يرجع نحوه الأقاصي والأداني ثم لما اختلف الخائضون في قصتهم في عددهم ذكر سبحانه أقوالهم أولا
ثم بين ما هو اولى وأحق وأوفق للواقع فقال سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ اى مصيرهم اربعة كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 475